الأحد، 8 أكتوبر 2017

البنوك

عالم البنوك و المال [الجزء الثاني]

نشأة البنوك و تاريخها و طريقة ربحها

نعود إلى القرن الحادي عشر الميلادي تحديدًا في شمال إيطاليا عاصمة التجارة في أوربا بل العالم في ذاك الوقت تدخل ساحة كبيرة في أحد المدن المكتظة بالناس و المباني لتجد الكثير من المنصات "أكشاك" بناها الناس لمزاولة التجارة البيع و الشراء .. كثير ممن داخل هذه الأكشاك يهود .. مجرد تجار يهود ظاهريًا يبيعون و يشترون لكن باطنيًا يقرضون الأموال للناس بفائدة !
نعم ربا .. في الشريعة اليهودية مسموح لليهود التعامل بالربا مع غير اليهود !
ماذا أيضًا يفعلون في هذه الأكشاك بجانب الإقراض؟ تحويل عملات .. إيداع أموال .. هم يحفظون أموال الناس في خزائن لديهم و رغم أنهم يأخذون أجرة عالية جدًا نظير ذلك لكن الناس تثق بهم لأنهم أغنياء جدًا و يعرفون كيف يحافظون على المال.
هذه المنصات "الأكشاك" التي يقفون بها عرفت بأسم "Banco" بانكو بالإيطالية و هي التي أشتقت منها كلمة Bank بالإنجليزية .. من هنا كانت ولادة البنوك .. من لومباردي إيطاليا .. من عند اليهود.

لقد أمتلك اليهود ذهب الأرض .. لا أحد يمتلك ذهب مثل اليهود ليس لأنهم محظوظين بل لأنهم لا يعملون منفردين بل مجتمعين يساعدون بعضهم البعض. بدأوا كتجار رحل يبيعون أشياء أهل الشرق لأهل الغرب و أشياء أهل الغرب لأهل الشرق .. يتاجرون هنا و هناك من أسبانيا و حتى الصين. تاجروا في الأشياء التي عليها طلب عالى و خفيفة الحمل مثل العطور و البخور و البهارات و المجوهرات و الحرير.. ثم تطورا حسب تطور أحوال البلاد ليتاجروا في السلاح و الفراء و العبيد .. تاجروا في كل مكان و في كل وقت حتى أصبحوا مشاهير و أساطير تتحاكاها الألسنة و أصبحوا معروفين بأساميهم و هيئاتهم المميزة و أطلق عليهم لقب "الرذنية" Radhanite .
كان اليهودي الرحالة عندما يسافر لرحلة طويلة و بعد أن يبيع بضاعته و يحقق مكاسب مالية كبيرة فبدل أن يسافر بهذه الثروة المالية الكبيرة على الطريق عائدًا إلى بلده الأم كان يعطيها لأحد التجار اليهود الرذنية و يستلم ورقة مكتوب بها مقدار ما أودعه بالذهب .. ورقة تساوي ذهب .. ورقة مالية و يسافر بها اليهودي الى بلده و لا يتعرض له أحد من قطاع الطرق أو اللصوص لأنه لا يحمل أي أموال و بمجرد وصوله لبلده يذهب هذا اليهودي إلى أي من تجار الرذنية اليهود هناك و يعطيه الورقة و يستلم ذهبه.
جميع التجار الرحالة الآخرون كانوا يتعرضون للسرقة و النهب على آيدي قطاع الطرق و القراصنة ماعدا التجار اليهود الرذنية بسبب إحتكارهم لهذه الطريقة الآمنة في نقل الأموال والثروات فيما بينهم و هذا كان من أحد الأسباب لكره و إحتقار الشعوب لليهود.
و أيضًا توجد عائلات يهودية منتشرة في بلدان العالم ثرية جدًا و صامتة جداً قد يسكنون بجوارك و لا تسمع لهم حساً أو خبراً و أطلق عليهم لقب ريكس دوز Rex Deus .

بعد 500 عام من التجارة و جمع الذهب ظهر العديد من كبار التجار في أوروبا و اللذين لم تعجبهم منافسة اليهود لهم و أيضًا ظهور الأمبراطورية الإسلامية و أتساعها سيطرت على ثلث العالم تقريباً و ظهور تجار مسلمون سموا أنفسهم "الكريمي" Karimi أخذوا الأضواء من اليهود في كافة القطاعات في العالم الإسلامي و كانوا مفضلين في التعامل عن التجار اليهود.. ولكن هذه ليست النهاية.

بمجيء الحملات الصليبية على القدس كوّن اليهود تنظيم فرسان المعبد Templars و عملوا على حماية أموال الحجاج المسيحين و نقل الأمول كما أسلفنا الذكر في الجزء الأول تظاهروا بالمسيحية و حب المسيح و كانوا ينقبون في جبل المعبد حتى وجدوا شيء هام جداً و مقدس جداً و قاموا بتسليمه للفاتيكان و من يومها صار تنظيم فرسان المعبد Templars ذو وضع مختلف تمامًا .. صار تنظيم له جميع الصلاحيات و له كل الإعفاءات الممكنة و كل القداسات.
أستمرالتنظيم في جمع الأموال و الثروات عن طريق الإقراض بالربا و طريقة الورقة المالية التى توسعوا في إستخدامها و أصبحت تشمل الحجاج و التجار و الناس العاديين و حتى الملوك و الأمراء
بعد إن إنكشفت بعض الطقوس التى كان يؤديها بعض فرسان المعبد خلف الأبواب المغلقة تم القبض عليهم من قبل الملك الصليبي و أعدمهم و أحرقهم و أنهى تنظيمهم تمامًا و جاء ذلك على هوى الملوك و الأمراء لأنهم كانوا مقترضين منهم أموالاً طائلة فتحللوا من دينهم بمقتل دائنهم.
هرب كبار الفرسان الى اسكتلندا و أستقروا بها و منها أنتشروا في بلدان العالم الهامة تجارياً فقط وعادوا إلى نشاطهم القديم يقرضون الناس و يحفظون ودائعهم و يتاجرون بالعملات و ينقلون الأموال بين دول العالم بطريقة الورقة المالية و أصبح أسمهم البنكيين التجار Merchant Bankers و سموا بهذا الأسم لأنهم كانوا يقومون بكل أعمال البنوك و هم من أنشأوها لأول مرة . و كانوا يقرضون المزارعين و الحرفيين و عامة الشعب. أما كبار البنكيين فكان لهم وضع خاص و ملبس خاص و شكل مميز يشبهون لحد كبير حخامات اليهود في وقتنا هذا و يسمون يهود البلاط الملكي أو Court Jew و هم من يقرضون الأموال للملوك و الأمراء.

طُرد اليهود من معظم دول أوروبا فتجد أنهم طردوا تباعاً من إنجلترا ثم فرنسا و ألمانيا ثم سويسرا و النمسا و المجرو أسبانيا والبرتغال و هولندا و بولندا و أوكرانيا .
كلما طُوردوا من بلد يفرون إلى بلد أخرى فيطُردوا هم و يهود هذه الدولة الى دولة أخرى و كان من يطردهم هي كراهية الشعوب لهم .. كرهتم الشعوب لأنهم أستعبدوهم بالديون و الربا و المعاملة السيئة و كرههم الحكام لأنهم أستعبدوا الدول بسيطرتهم على الأقتصاد و تجارتها.
السلطان العثماني .. خليفة المسلمين ..سليمان القانوني أستقبل اليهود في دولته سنة 1553 ميلادية و أكرم ضيافتهم و سمح لهم بالتعايش الكامل في الدولة العثمانية و سمح لهم بإقامة شعائرهم كما يحلو لهم بل و سمح لقائدتهم اليهودية المتعصبة دونا جراسيا Gracia Mendes Nasi بأفتتاح أول بنك في الدولة العثمانية و العالم و أسمه بنك بيت منديز و يبدو أنه من أتى بالأفكار الرأسمالية للدولة العثمانية. 

بعد أن إستقر اليهود في الدولة العثمانية لقرابة المائة عام لم يستطيعوا أن ينسوا أحقادهم تجاه أوروبا و رغبتهم الشديدة في الإنتقام و بإسلوبهم القذر الخسيس المعروف قاموا بتمويل معارض سياسي إنجليزي و أسمه أوليفير كرومويل Oliver Cromwell  الذي أستطاع أن يشعل الحرب الأهلية الإنجليزية عام 1645 ميلادية و إسقاط الملك و بالفعل تم الأطاحة بالملك تشارلز الأول و قطع رأسه عام 1649 و تأسيس جمهورية كومنويلث إنجلترا و أصبح رئيسها و سمح لليهود بالعودة لإنجلترا
بعد 100 عام دخل الملك ويليام حرب مع فرنسا و أحتاج بشدة للمال فوافق اليهود على إقراضه قرض بـ مليون و ربع جنيهًا ذهبيًا بفائدة 8% ولكن بشروط وهي أن يسمح لهم ببناء بنك رسميًا و أن يحمل أسمًا وطنيًا وأن يحق للبنك إصدار عملة ورقية تكافيء الذهب و وافق الملك و قد كان .. بنك إنجلترا !

بنك إنجلترالا تنخدع بأسم البنك فتظنه بنك حكومي إنما هو بنك ملك لليهود 100% يقرض الحكومة متى تشاء و يقرض الناس متى شاءوا أن يقترضوا. هذا البنك جعل ثروة اليهود تتضاعف أضعافًا مضاعفة بسبب سياسات الإقراض التى إنتهجها تجاه الحكومة و الناس.
أعلنت الدولة عن عملة ورقية جديدة و كي تحصل عليها عليك أن تعطي البنك العملة الذهبية التى لديك و سيعطيك البنك بدوره ورقة رسمية من الدولة تحمل نفس قيمة العملة الذهبية أي أنه إذا أعطيت البنك 5 جنيهات ذهبية سيعطيك البنك عملة ورقية بنفس قيمة الـ 5 جنيهات الذهب. و إذا أردت أستعادة ذهبك كل ما عليك فعله هو تقديم هذه الورقة للبنك مرة أخرى و تسترد ذهبك.
و بعد فترة لاحظ اليهود أن خزائن البنك قد أمتلئت بذهب الناس ولا حظوا أيضًا أن الناس لا تسحب ذهبها .. فلقد أطمأنوا على ذهبهم داخل البنك و أطمأنوا لقوة العملة الورقية التي لديهم و صاروا يتعاملون بها .. ولا أحد يسحب ذهبه من البنك.
تسائل اليهود: لماذا لا نطبع أوراقاً مالية أكثر مما عندنا من ذهب و نقرضها للناس بفائدة ؟!! هكذا ببساطة يطبع البنك المزيد من الأوراق المالية من لا شيء و يقرضها للناس و الحكومة و بفائدة أيضاً !
مع كثرة طباعة البنك للنقود و إقراضها للناس و الحكومة زادت النقود في أيدي الناس مما أدى لحدوث تضخم رهيب و زادت أسعار الأشياء بشكل جنوني و الأسوأ أنه بالرغم من كل هذا دخلت الحكومة الإنجليزية في 4 حروب كبيرة و كانت مع كل حرب تقترض المزيد من بنك إنجلترا الذي كان يطبع المزيد و المزيد حتى وصل إجمالي ما أقترضوه من بنك إنجلترا حوالي 140 مليون جنيه إنجليزي في أقل من 50 سنة فقط.
تخيل أن تدين دولة بأكملها بمبلغ مالي مثل هذا و أنت قد طبعته بمجرد آلة طباعة لديك !!
بالطبع حاولت الحكومة الإنجليزية تسديد ديونها عن طريق تحقيق المزيد من الدخل من مستعمراتها بالخارج و بالتالي فرضت الحكومة مزيد من الضرائب على مستعمراتها الغنية في أمريكا الشمالية ثم مزيداً من الضرائب ثم المزيد فتحولت هذه المستعمرات من الرواج الى الكساد و ضاق سكانها من الضرائب التى لا تطاق و إنحدار الحالة الإقتصادية ثم ما زاد الطين بلة صدور قرار بمنع المستعمرات من طبع عملتها الخاصة "الكولونيال سكريبت" و دفع الضرائب كلها لإنجلترا بالذهب. وهنا حدث الصدام ولم يكن هناك بد من الثورة و لم يكن هناك بد من الحرب.
الثورة الأمريكية .. أمريكا تحارب إنجلترا .. أمريكا أحضرت آلة طباعة كبيرة و بدأت في طباعة عملتها الجديدة الموحدة "الكونتينينتال دولار" Continental Dollar طبعوا في بداية الحرب حوالي 12 مليون دولار و في نهايتها وصل ما تم طبعه 500 مليون دولار !
 بالطبع حدث تضخم رهيب في أسعار الأشياء لدرجة أنه لكي تشترى حذاء جديد قد يكلفك 5 آلاف دولار ! و بذلك أصبحت أمريكا في أزمة حقيقية وسط الحرب وكان الأمريكان ينهزمون و ينضربون بشدة في كل المعارك وفي وسط كل هذا وصل حاييم سولومون اليهودي الثري إلى أمريكا و كان طيبًا للغاية يقرض الجميع قروض و من الذهب الخالص فكان يقرض جميع مؤسسي أمريكا مثل جورج واشنطون و جيمس ماديسون وتوماس جيفرسون و غيرهم حتى أنه أستقطب سكرتير الخزانة ألكسندر هاميلتون و أقنعه بفكرة إنشاء بنك مركزي أمريكي على أن يتطوع هو -سولومون- بشراء جميع أسهم هذا البنك في هذه الظروف الأقتصادية الكارثية كخدمة منه لأمريكا كي تنال حريتها و أستقلالها !
و بالفعل ظهر بنك أمريكا الشمالية Bank of North America أول بنك خاص في أمريكا على طراز بنك إنجلترا تمامًا بلا أي إختلاف !

يقرض اليهود الأمم و ينشئون بنوك ليس سعيًا وراء المزيد من الأموال فما لديهم من أموال قد يغطي كوكب كامل إنما طمعاً في السيطرة .. السيطرة على شعوب طردتهم يوماً ما .. يريدون أن يسيطروا على هذا الشعوب بعد أن يمرغون أنوفهم في التراب و يحرصون على أن تظل في التراب للأبد.

ماير أمشيل روتشيلد  Mayer Amschel Rothschild

هو مؤسس عائلة روتشيلد الشهيرة .. العائلة التى كان لها تأثير عالمياً رهيباً .. فهذا الروتشيلد كان مقره بألمانيا و أسمه روتشيلد يعني الدرع الأحمر بالألمانية و كان متميزاً في تنفيذ الخطة اليهودية المعهودة وهي تمويل و إقراض رموز المعارضة لأحداث فوضى و ثورة ثم إسقاط الحاكم ثم إدخال اليهود المطرودين إلى داخل البلاد و عودتهم ثم إنشاء بنك يتولى إصدار عملة الدولة و تستدين منه الدولة ملايين و تتضاعف هذه الملايين ولا تسددها الدولة أبدا و تظل قابعة تحت سيطرة اليهود للأبد تماماً مثلما فعل هذا الروتشيلد مع الثورة الفرنسية .. قام بتمويل الكونت "ميرابو" و الدوق "دورليان" ضد الملكة "ماري أنطوانيت" حتى أسقطها ثم قام بتمويل غيرهم ضد "ميرابو" و "دورليان" حتى سقطوا و هكذا و أنتهت الثورة الفرنسية بقطع أكثر من 14 ألف رأس من رؤوس أبنائها !

أبناء الروتشيلد :

  • ناثان ماير روتشيلد (16 سبتمبر 1777 – 18 يوليوز 1836) هو مؤسس بنك عائلة روتشلد في انجلترا.
  • جيمس ماير دي روتشيلد (15 مايو 1792– 15 نونبر 1868) هو مؤسس بنك عائلة روتشلد في فرنسا.
  • شونش جانيت روتشيلد (1771-1859)، متزوج في 1795 من بنيديكت موسس فورمس (1772-1824)، أصل فرع «فون فورمس» الغير حامل للقب العائلة.
  • أمشيل ماير روتشيلد (1773-1855)، صاحب بنك. متزوج في 1796 من إيفا هانو (1779-1848)، الممثل الوحيد لفرع «فرانكفورت»، وليس لديه أبناء.
  • سليمان ماير فون روتشيلد (1774-1855)، صاحب بنك. مؤسس فرع «فيينا».
  • كارل ماير فون روتشيلد (1788-1855)، صاحب بنك. مؤسس فرع «نابولي».
  • هنريات روتشيلد (1791-1866)، متزوجة في 1815 من أبراهام مونتفيور (1788-1824)، وهو صاحب بنك. أصل فرع «مونتفيور» الغير حامل للقب العائلة، وغير ممثل هنا، جزئيا يتبع فرع «لندن». مقتبس من WikiPedia
  • بعد 5 سنوات من تأسيس بنك أمريكا الشمالية قرر مؤسسي أمريكا عدم تجديد رخصة البنك و إنهاء خدماته لأنه يخرب إقتصاد البلد فالأسعار زادت و أصحاب البنك أصبحوا أكثر غنى و الشعب إزداد فقراً فكان قرار الكونجرس الأمريكي بعدم تجديد رخصة البنك وبالفعل أبتدت الأحوال في التحسن و أبتدأ الأقتصاد في الإنتعاش ولكن جهود البنكيين اليهود أثمرت مع المال في تغير وجهة نظر السياسين و إقناعهم بضرورة إنشاء بنك ثاني يصحح أخطاء البنك الأول و قد كان .. تم إنشاء بنك و سمي البنك الأول للولايات المتحدة الأمريكية و ظل يعمل قليلاً حتى أعلن مؤسسي أمريكا بأنهم لن يجددوا رخصة هذا البنك لأنه يخرب الإقتصاد أيضاً و يضعف البلاد. هدد آل روتشيلد أنه لو لم يتم تجديد رخصة البنك فإن أمريكا ستشهد أسود أيامها ولكن مؤسسي أمريكا لم يعيروه أهتماماً و تجاهلوه و على الفور إندلعت حرب أمريكية بريطانية أستمرت لعدة شهور أُنهك خلالها الأقتصاد الأمريكي المتعثر فوافق السياسيون الأمريكيون بمضض على إنشاء بنكاً جديد سمي البنك الثاني للولايات المتحدة !
    أنت طالما عارضت البنكيون توقع حرباً أو ثورة أو أي كارثة تستهلك موارد أقتصادك. لا تظن أنك يمكنك أن تتخلى عن البنكيين و تنفذ بجلدك بسهولة .. لابد أن تعاني وتبحث عن من يقرضك الأموال وحتى يقرضوك الأموال لابد أن تفتح لهم بنك.

    الرئيس الأمريكي أندرو جاكسون (1767-1845):
    هو أول رئيس أمريكي يحارب بنك أمريكا فعلياً و أعلن العداء له علنياً و سحب رصيد الحكومة الأمريكية من البنك و وضعه في بنوك أخرى محلية.
    حتى أنه خرج رئيس بنك أمريكا متحدياً في تصريح صحفي وقال بمنتهى الوقاحة : "هذا الرئيس يعتقد أنه سيقتل البنك .. لكنه مخطيء. نحن سنحدث إنكماشاً مالياً حاد في الدولة .. هذه هي الطرقة الوحيدة التي ستجبر الكونجرس على تجديد رخصة البنك"
    و بالفعل توقف البنك عن إصدار عملات جديدة و أمتنع عن منح قروض جديدة لأي أحد و طالب بالقروض المستحقة المتأخرة و فوائدها .. هذه السياسات أحدثت إنكماشاّ رهيباً و كساداً كبيراً و أفقرت الشعب ثم وجهوا الصحف اليومية لمهاجمة الرئيس جاكسون و لومه كونه المسؤل عما تمر به البلاد.
    عمل الرئيس جاكسون بجد حقيقي و أستطاع في أقل من سنة أن يسدد ديون الحكومة للبنك كاملة (الرئيس الوحيد الذي سدد ديون الدولة بأكملها. لم يفعلها بعده أحد سواء في أمريكا أو غيرها) و جاء موعد إنتهاء رخصة البنك فرفض الكونجرس تجديدها و تم القبض على رئيس البنك بتهمة الإحتيال و أنتصر الرئيس جاكسون على البنكيين أنتصار ساحق لكن المشكلة أنه قتل البنك الكبير و ترك البنوك الأخرى الصغيرة تلهو كما يحلو لها.
    تعرض جاكسون لمحاولة إغتيال على يد شخص يدعى "ريتشارد لورنس" و الذي أعترف في التحقيقات أن هناك أشخاصاً ذو نفوذ قوي في أوروبا كلفوه بالمهمة ووعدوه بالحماية.
    إن لم يستطع البنكيون من إستمالتك أو رشوتك أو حتى تشويه سمعتك فإنهم يلجأون للحل اليدوي السريع و هو الإغتيال.


    الرئيس الأمريكي ابراهام لينكولن (1809-1965)

    في أثناء الحرب الأهلية الأمريكية قال لينكولن لسكرتير الخزانة: إجعل الكونجرس يمرر لنا قانون يسمح لنا بطبع عملتنا الوطنية بأنفسنا دون الأعتماد على البنكيين .. و أدفع للجنود من هذه الأموال و إذهب فز بالحرب.
    وعد ابراهام لينكولن بهدم البنوك فوق رؤوس البنكيين عقب أنتهاء الحرب الأهلية.
    أطلق الممثل جون ويلكس بوث طلقتين في مؤخرة رأس لينكولن ليرديه قتيلاً على الفور.



     شخصيات مؤثرة من اللوبي اليهودي الأمريكي:-

    جون بيربونت مورجان John Pierpont Morgan :

    صاحب سفينة تايتنك (أكبر فخ في التاريخ المعاصر) و كان من المقرر والطبيعي أن يكون على متن أول رحلة لها و لكنه لم يأت.




    جون د. روكفلر John Davison Rockefeller :




    بول واربيرج Paul Warburg :




    الرئيس الأمريكي ثيودور روزفيلت Theodore Roosevelt حارب الثلاث عمالقة السابقين ولم ينجح ولكنه حاول محاولات مستميتة و كانت النتيجة طلقتان في صدره و لكنه نجا بإعجوبة. 


    هؤلاء التلاث عمالقة كانوا يخططون و يعدون لإنشاء أكبر بنك في أمريكا و العالم و هو بنك الإحتياط الفيدرالي و لكن كان هناك معارضة كبيرة جدًا من سياسين و رجال أعمال وإناس آخرين ذو نفوذ و ثقل إجتماعي و سياسي مثل جاكوب آستور و غيره كثيرين و الذين غرقوا مع التايتنك.
    في 1913 تم إنتخاب الرئيس وودرو ويلسون الذي أقر قانون الإحتياطي الفيدرالي  Federal Reserve Act  في نفس العام و في العام التالي مباشرة أي سنة 1914 تم إنشاء 12 بنك إحتياطي فيدرالي في الولايات الكبرى و فرض ضريبة جديدة لأول مرة و هي ضريبة الدخل و هي أن تستقطع الحكومة جزء من دخلك على شكل ضريبة كي تستطيع أن تسد القروض التي ستقترضها من البنك الفيدرالي الجديد.

    الرئيس وودرو ويلسون صرح قبل وفاته نادمًا : " لقد خنت بلادي .. أمة عظيمة متحكم بها نظام من الأرصدة .. النظام بأكمله بين يدي عدة أشخاص.. لقد أصبحنا من أسوأ الحكومات المسيطر عليها في العالم .. لم نعد حكومة ذات رأي حر .. لم نعد حكومة تعتمد على رأي الأغلبية بل على رأي قلة من الرجال"

    أصبح في كل بلد كبير بنك كبير .. هناك بنك إنجلترا و بنك فرنسا و البنك المركزي الروسي و و البنك الفيدرالي الأمريكي و بنك الرايخ الألماني و البنك العثماني و.. بنك مصر و غيرهم
    ثم قامت الحرب العالمية الأولى .. حرب طاحنة كبرى تعني إن كل دولة ستقترض المزيد من الأموال من بنكها المركزي  لتغطية نفقات الحرب.
    كانت أمريكا في بداية الحرب حيادية بل عادت عليها الحرب بالنفع حيث أنها كانت تصدر للبلدان المتقاتلة السلاح و البترول والعتاد .. إلخ و بدأ الإقتصاد الأمريكي يزدهر و إستطاعت أن تسد قروضها للبنك الفيدرالي فكان لابد من أمريكا أن تدخل الحرب كي تقترض المزيد من البنك الفيدرالي و بالفعل تم وضع مكيدة مدبرة بإحكام وكانت كالتالي :
    خرجت سفينة ركاب و بضائع أمريكية و إسمها " لوسيتانيا " من سواحل أمريكا و دخلت الى المياه الإقليمية الألمانية بشكل مريب و رغم التحذير التي أطلقته ألمانيا بأنها ستنسف أي سفينة تقترب من مياهها ولكن السفينة لوسيتانيا دخلت المياة الألمانية وسط الحرب الدائرة هناك غير عابئة بأي شيء و بالفعل قامت المدمرات الألمانية بنسفها. و دخلت أمريكا الحرب و أصبحت محتاجة أموال لتغطية نفقات الحرب و لكن بدل من الإستدانة من البنك الفيدرالي لجأت الحكومة الأمريكية الى اللإقتراض من الشعب مباشرة عن طريق طرح سندات بفائدة 5% و سمتها سندات الحرية Liberty Bonds و حذى حذوها جميع البلاد المشاركة في الحرب .. فكانت صفعة قوية للبنكيين.
    و لكن البنكيين كانوا وراء تأسيس عصبة الأمم التي أستعبدت الأمم و صرحت لبريطانيا بإحتلال فلسطين تحت أسم الإنتداب البريطاني تلاه مباشرة وعد بلفور سنة 1917 بجعل فلسطين وطن قومي لليهود.

    هتلر و البنوك :

    بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى أصبح الإقتصاد الألماني منهار تمامًا فقد أستدانت ألمانيا من البنوك كثيراً و تم إنشاء بنك الرايخ الألماني عنوة و الذي دمر ما تبقى من الإقتصاد الألماني و صار يطبع المليارات من الماركات الألمانية بدون حساب و صار الإقتصاد ينزف من أثر الديون الداخلية و الخارجية. و الديون الخارجية مطلوب سدادها بالدولار فطبع الألمان المليارات من عملتهم و أشتروا بها دولارات ليسدوا الديون الخارجية مما جعل قيمة عملتهم تنخفض إنخفاضاً غير مسبوق هو الأسوأ في التاريخ لدرجة أن الدولار الواحد أصبح يساوي 4 مليار مارك ألماني ! و هنا طالب البنكيون بأموالهم على هيئة ذهب أو بضائع و النتيجة إفلاس ألمانيا تماماً .. إلى أن جاء هتلر. وقام هتلر بالآتي:
    أصدر عملة وطنية جديدة على أن تقوم الحكومة فقط بطباعتها ولا تقترضها من أحد بالظبط كما فعل إبراهام لينكولن.
    بدأ بدفع الرواتب للعمال و الموظفين بهذه العملة الجديدة .. الرواتب التي زادها 10%
    بدأ يبني المدارس و المصانع و الطرق بالعملة الجديدة .. بنى أروع شبكة طرق في العالم في ألمانيا " الأوتوبان "
    أنشأ مصنع سيارات " فولوكس واجن " لتصنع سيارة سعرها في متناول الشعب بدلاً من سيارات المرسيديس و البي إم دبليو باهظة الثمن.
    خلال سنتين فقط من توليه الحكم قضى على البطالة تماماً و التي كانت قد وصلت إلى 90% من إجمالي الشعب و جعلها صفر% !
    منح الناس قروضاً ميسرة تسدد على 10 سنين لشراء منازل ولو أنجب المقترض طفلاً خلال هذه الـ 10 سنين يسقط ربع القرض ولو أنجب 4 أطفال يسقط القرض بأكمله !
    جعل التعليم مجاني تمامًا في المدارس و الجامعات.
    لقد قتل هتلر البنك الألماني المركزي و أحيا ألمانيا من جديد.
    و إندلعت الحرب العالمية الثانية ! و خسرها هتلر و عاد كل شيء إلى طبيعته.

    بعد الحرب إمتلكت أمريكا 70% من ذهب العالم و أحتفظت به داخل مبنى محصن جداً و إسمه فورت نوكس.
    عُقد مؤتمر Bretton Woods و شاركت فيها كل دول العالم و أتفقوا على أن يفكوا إرتباطهم بالذهب و أن يجعلوا إرتباطهم بالدولار فقط بحكم أن أمريكا لديها 70% من ذهب العالم. و بعد هذا المؤتمر أصبح ممنوع عالمياً على أي مواطن أن يستبدل عملاته بذهب في أي بنك من بنوك العالم.. البنوك المركزية فقط تستبدل عملة بلدها بذهب من البنك الفيدرالي الأمريكي.. أي أنه أصبح البنك الفيدرالي الأمريكي هو البنك المركزي الخاص بالعالم.
    و بالطبع صارت أمريكا تطبع دولارات أكثر مما لديها من ذهب و تشتري بهم كل شيء من البلدان الأخرى .. أي بمعنى أنه أشترت أمريكا مجهود و شقى الأمم الأخرى بأوراق ليس لها أي قيمة و بهذا نهضت أمريكا و وصلت لما هي عليه اليوم.
    إستيقظت الدول الأخرى و طالبت بذهبها و عند النظر داخل فورت نوكس لم يجدوا الذهب !! لقد باعت الحكومة الأمريكية الذهب الى البنكيون لتغطية تكاليف حروبها .. الحرب الباردة و حرب كوريا و حرب فيتنام ثم ظهر الرئيس الأمريكي في خطاب تليفزيوني معلناً عن صدمة نيكسون Nixon shock و كأنه يقول للعالم إذهبوا و إضربوا رؤوسكم بالحائط.
    أنتهى الذهب ولكي يحافظ الدولار على قوته كان لابد من بديل .. و هو الذهب الأسود .. البترول .. ألزمت أمريكا الدول المصدرة للبترول و أغلبهم دول عربية ببيع البترول بالدولار فقط وليس أي عملة أخرى مقابل حمايتها لهم.

    وهنا برز صدام حسين :

    جعل صدام حسين حكومته هي من تطبع عملتها بنفسها و ألغى نظام أقتراض العملة من البنك المركزي .. نفس الشيء الذي قتل بسببه إبراهام لينكولن و هتلر و غيرهم.
    بل أعلن صدام عن بيع البترول العراقي باليورو و ليس بالدولار
    لم يمض كثيراً حتى تم إحتلال العراق و إعدام صدام بعد أن أخترعت له آلة البروباجندا سبب أسلحة الدمار الشامل و دعم الإرهاب.
    أصبح البترول العراقي يباع بالدولار و عاد البنك المركزي العراقي يقرض الدولة كما كان.

    هنا جاء دور القذافي :

    صارت ليبيا تصدر عملتها بنفسها بل و أعلن القذافي عن بيع البترول الليبي بعملة جديدة و هي الدينار الذهبي و.. إجتاحت ليبيا الثورات و أمتلك الثوار أسلحة حديثة و متطورة مدعومين جواً بطائرات حلف الناتو.
    قُتل القذافي و عاد البنك المركزي في أقراض الدولة عملتها و عاد ما تبقى من البترول الليبي يباع بالدولار.


    إذا آرادت الحكومة الإقتراض من الشعب عن طريق طرح سند قيمته 300 مليون جنيه على أن تسدده الحكومة للشعب بعد 3 سنوات 345 مليون جنيه .. و بالفعل يقوم الشعب بشراء السند بـ 300 مليون فيأتي البنك المركزي و يشترى هذا السند من الشعب بـ 320 مليون جنيه و بهذا تكون زادت النقود لدى الشعب بمقدار 20 مليون جنيه (تضخم) و زادت مديونية الحكومة للبنك المركزي الذي سيكسب 15 مليون جنيه بعد 3 سنوات
    لم يتكلف البنك المركزي في هذه الصفقة غير تكلفة طباعة 320 مليون جنيه !!

    من الرائع أن تطبع نقودًا و تشتري بها ما تريد ولكن عندما تفعل أنت هذا في منزلك فأنت مجرم و نصاب و عندما يفعلها البنك المركزي فهذا حقه و شيء عادي ! و بالرغم أن البنك المركزي يعلن هذه الحقائق على موقعه الرسمي و عندما تقول هذا لشخص ما من العامة سينظر لك نظرة بلاهة.
    البنك المركزي يطبع أوراق من لا شيء و يقرضها للحكومة. لا شخص يقبل بهذا النظام إلا الأحمق و من يخالف هذا النظام و يجعل حكومته تطبع عملتها بنفسها ينتهي به الحال مقتولاً..توماس جيفرسون .. آندرو جاكسون.. إبراهام لينكولن..ثيودور روزفيلت .. هتلر..صدام حسين..القذافي.. و أيضاً رونالد ريجان و محاولة اغتيال ريغان الشهيرة


    هل تعلم إنك إذا أودعت وديعة في البنك فإنه يحق للبنك قانونياً أن ينشأ مبلغ وهمي يعادل 90% من وديعتك على أن لا يتصرف في هذا المبلغ الوهمي إلا لإقراض الناس ؟!
    حسناً أنه نظام الـ Fractional-reserve banking و هو ببساطة إضافة مبلغ وهمي إليكتروني الى رصيدك قيمته 90% من المبلغ الذي أودعته و يختفي هذا الرصيد في حالة إقراضه للغير
    مثال: أودعت مبلغ 10 آلاف جنيه في أحد البنوك فيقوم الموظف بإضافة مبلغ وهمي الي رصيدك ..مجرد رقم إلكتروني على الشاشة فيضيف 9000 جنيه إلى رصيدك ليصبح 19 ألف جنيه فتدخل سيدة تريد أخذ قرض فيقول لها الموظف متاح حالياً قرض بـ 9 آلاف جنيه على أن تردها 12 ألف. تأخذ السيدة القرض و تذهب لشراء حلية ذهبية بالمبلغ كله الـ 9000 جنيه. يأخذ الجواهرجي المبلغ و يودعه في البنك ليقوم الموظف بأضافة رصيد وهمي جديد وهو 8100 جنيه و يقوم بإقراضه للغير وهكذا..
    تعود السيدة لتسدد الدين و تدفع للموظف 12 ألف جنيه يدخل الموظف و يقوم بإتلاف أو حرق مبلغ 9 آلاف و يضيف مبلغ الفائدة 3 آلاف الى الخزينة.
    بمعنى أن المبغ 10 آلاف أصبح خلال يومين 27100 جنيه و من هنا يأتي التضخم.

    كل جنيه في جيبك هو عبارة عن دين من أحدهم لأحدهم و الدين لا يعطى إلا بفائدة.

    في المدينة الفاضلة ستجد الحاكم هو من يطبع عملته بنفسه.. يطبع بحذر بحسب إحتياجات السوق و حسب عدد السكان.. و يستخدم هذه الأموال في بناء المدارس و المستشفيات و الطرق و تحسين معيشة مواطنيه .. يوجه النقود ناحية المصانع و الإنتاج لأن البنك المركزي لا يوجهها ناحية أي شيء سوى لمصلحة البنوك الكبيرة و جيوب أصحاب البنوك الكبيرة. سيلغي الحاكم الضرائب من على الشعب لأنه أصبح لا يحتاجها في سداد أي قروض و سيزيد الحاكم رواتب شعبه تدريجياً و بحذر لأنه لا يهتم سوى بالشعب و أسقط سلطة البنكيون.



    الجمعة، 6 أكتوبر 2017

    النقود

    عالم المال و النقود [الجزء الأول]

    نشأة النقود و تاريخها منذ بدأ الخليقة و حتى يومنا هذا

    عالم النقود .. الأموال أو الأوراق التي يدور الناس من أجلها كأنهم في خلية نحل .. يصحون و يعملون و يتعارفون و يبتسمون و ينافقون و يكذبون و يتقاتلون و يموتون من أجلها .. سنتحدث عن أسرار النقود التي لا يعلمها معظم الناس .. هي في الواقع معلنة تمامًا لكن معظم الناس لا يفهموها جيدًا لأنها معقدة .. في هذا الموضوع سأحاول شرحها بطريقة مبسطة و لن تكون سعيدًا جدًا بعد فهمها .. إذا فهمتها !

    الجميع يعلم أن النظام المالي منذ قديم الأزل قائم على أساس المقايضة و هو نظام مالي عقيم معقد و ليس بسيط كما يظن معظم الناس فماذا لو السلعة التي تملكها لا يريدها أحد ولا يريد أحد مقايضتها حتى مقابل حفنة رمال ؟!

    لكي نشرح تعقيد نظام المقايضة سوف نسرد قصة بسيطة:-
    تخيل قرية بسيطة من قديم الزمان و أنت تعيش بها داخل كوخ خشبي بسيط وقطعة أرض صغيرة تقوم بزراعتها و تنتج البطيخ و البرتقال و جوز الهند .. هذا كل ما لديك و بجوارك في القرية بيت الجزار و لديه مواشي كثيرة و ينتج اللحم وهو رجل غني و شرير و وغد مثل كل الأغنياء.. و بجواركم الفرارجية وهي سيدة تربي دجاج و بط ..
    و اليوم أنت لا تريد أن تأكل بطيخ أو برتقال و تريد أن تأكل اللحم ! فكل ما عليك هو أن تملأ عدة سلال بالبطيخ و البرتقال و جوز الهند و تذهب لبيت الجزار الوغد  و تنتظر ما سوف يثير إنتباهه من تلك الثلاث سلع ليبادلها معك بقطع من اللحم الطازج..
    وهكذا تذهب الى بيت الجزار الوغد و كان رجلاً ضخم مشعر لتجد طابور من الأشخاص كل منهم يحمل سلة بها شيء ما فهناك سلال قمح و أخرى شعير و أخرى بها حدوات حصان أتى بها الحداد.. تنتظر دورك و ما أن يأتي دورك حتى نظر الجزار للسلال التي تحملها بعدم إهتمام وقال : لا أريد شيئًا من كل هذا .. أريد أرز .. هل لديك أرز ؟؟
    حاولت إقناعه عبثاً إن فاكهتك طازجة و لذيذة لكنه كان غير مهتماً أبدا و أشار بلامبالاة لمن يقف خلفك في الطابور بالتقدم !
    لا عليك .. كل ما عليك أن تفعله هو المرور على البيوت و السؤال عن من يريد مبادلة الفاكهة بالأرز .. و بالفعل بعد المرور على ما يقرب 10 منازل تجد من يرضى بمبادلة سلة البطيخ بسلة من الأرز
    تأخذ الأرز فرحاً و تعود مسرعًا إلى الجزار الذي قال لك : لم أعد أريد الأرز لقد إستكفيت ممن أتوا بعدك.
    أنه حقاّ وغد ..لا يوجد نصيب أن تأكل اللحم اليوم.. تذهب إلى الفرارجية و هي سيدة نحيلة يجري البط والدجاج حولها و تحب الفواكه و التي بالفعل توافق أن تأخذ سلتي البرتقال و الجوز مقابل دجاجتين.
    تعود إلى بيتك فرحاً بما أنجزت و جائعاّ لتأكل بإستمتاع ما أحضرت فالشيء الذي تتعب في إحضاره تجد له طعمًا مختلفًا دائمًا.. وغدًا يوم جديد لكن غداًّ يجب أن تحضر اللحم 

    هكذا كانت طريقة التعامل.. طريقة متعبة و عقيمة ظل العالم يتعامل بها فترة كبيرة من الزمن .. مشكلتها أنه يجب أن يصادف أن أحتاج أنا و أنت شيئًا في نفس الوقت و يصادف أن كلاً منا لديه الشيء الذي يحتاجه الآخر حاضرًا في يده..هذا كان متعباً .. لكن سيتطور الأمر لاحقًا بحيث أصبح لدى كل قرية سوق صغير يتجمع به الناس كل صباح حاملين سلال بما لديهم من سلع .. هذا أسهل من المرور على البيوت.. فالسوق يجمع الناس كلهم في مكان واحد و في وقت واحد ليتبادلوا السلع مما يسهل حدوث الصدفة. و سيحدث تطور أكثر في نظام المقايضة  ولكي نشرحه نعود لنكمل قصتنا البسيطة:

    سهرت الليل بأكمله في إعداد سلعة جديدة و مبتكرة فلنفترض أنها السجائر .. نعم لقد سهرت الليل في لف التبغ كي تنتج السجائر و بالفعل أعددت سلتين من السجائر و ذهبت في الصباح إلى السوق و معك خمس سلال, ثلاث بهم فاكهة و إثنتين بهم سجائر و وقفت في السوق فجاءت سيدة تريد مبادلة سلة من السجائر بسلة من السمك ثم جاء رجل يريد مبادلة سلة تفاح بسلة من السجائر ثم جاء آخر يريد مبادلة قفص من الدجاج بسلة من السجائر فلم يجد معك فأنصرف عنك ثم جاء آخر ثم آخر .. كلهم يريدون السجائر لدرجة أنك إستبدلت سلال الفاكهة بتبغ و شرعت بعمل المزيد من سلال السجائر وفي آخر النهار عدت لبيتك محمل باللحم و الدجاج و الأسماك و القمح و الشعير و العديد من السلال الأخرى !
    المقصود هنا أن بعد فترة من العمل بنظام المقايضة في قرية ما  يجدون أنه يوجد سلعة ما مطلوبة دائماً في قريتهم .. كل الناس تريده..شيء طويل الأجل و يحافظ على جودته مدة طويلة .. ليس التفاح مثلاً فيفسد بعد عدة أيام شيء تستطيع أن تستبدله غداً أو بعد أسبوع أو شهراً.. مع الوقت سيصبح هذا الشيء كالنقود .. في قريتنا هذه أصبحت السجائر كالنقود وقد يكون التمر في القرية المجاورة أو الحديد في القرية التي تليها..
    و مع الوقت تنشأ قائمة أسعار في القرية حسب العرض و الطلب فعلى سبيل المثال اللحم يعادل 20 سيجارة و الدجاج يعادل 14 سيجارة و اللبن 5 سجائر و الملح 2 سيجارة و هكذا حسب تقدير سكان القرية أثناء التبادل .. ولكن هناك مشكلة:
    قد يأتي موسم أمطار غزيرة و سيول تتلف محصول التبغ تمامًا و تدمره و كأن مخزن النقود لدى القرية قد تعرض للحريق 
    المقصود هنا أن الإعتماد على شيء يزرع كنقود هو مخاطرة كبيرة لأنه يخضع كما رأيت لتقلبات الطقس فقد يتعرض لموسم فيضان و سيول أو موسم جفاف يفسد محصول النقود تمامًا.

    الحضارة الفرعونية المصرية القديمة إبتكروا نظاماً ماليا جديداً وهو الذهب الخام هو شيء ثمين و نادر ذو بريق لامع يخطف الأبصار .. هذا الشيء لا تستطيع أن تنام و تزرعه في مزرعتك ..قطع من الذهب الخام صغيرة و غير متماثلة الحجم أو الشكل.. لا توجد أسعار معينة كل شيء خاضع للتقدير .. قد تحصل على سرة كبيرة من الذهب الخام مقابل نحتك لمعبد فرعوني كامل في الصخر أو قد تحصل على قطعة ذهب في حجم النرد مقابل بيعك لسلة لحم طازج و هكذا

    ثم الحضارة الصينية هم أول من صكوا الذهب إلى قوارب ذهبية صغيرة إسمها "ساسي" و استخدمت كنقود.

    بعدها بحوالي 700 سنة في مملكة ليديا بهضبة الأناضول -تركيا حالياً- قاموا بصك أول عملة ذهبية منحوتة و عليها شعار مملكتهم و تبعتهم باقي الحضارات.

    ثم تطور نظام النقود مرة أخرى في الصين.. حيص قام الأمبراطور الصيني "تايزو" بمصادرة جميع العملات الذهبية لدى الشعب و منع تداولها داخل البلاد و أعلن عن عملة جديدة وهي النقود الحديدية فأصبح كل شخص يحمل كوين ذهبي يسلمه للدولة و الدولة تسلمه 10 كوينات حديدية في المقابل (1 جوان = 10 كوينات حديدية)
    و لكن هناك مشكلة .. إذا أراد أحدهم شراء متر من القماش على سبيل المثال فأنه محتاج أن يحمل ما يعادل 80 كجم من العملات الحديدية مما جعل حياة الصينيين بائسة للغاية !
    حتى جاء أخدهم بفكرة رائعة وهي شهادة حديد .. كل شخص يودع 10 كوينات حديد بمحل إسمه جياوزي و يأخذ في المقابل شهادة ورقة أسمها "الجياوزي" و صار الناس يتعاملون بها في الأسواق و ظلت متداولة لقرابة 300 عام ثم أنتهى التعامل بها و أصبحت ذكرى.

    ثم تطور النظام المالي مع قدوم الصليبيين إلى الشرق الأوسط من خلال فرسان هيكل سليمان Knights Templar و هم فرقة عسكرية مسيحية الديانة يهودية الأصل كانت مهمتهم حماية الحجاج المسيحيين القادمين إلى القدس لكنهم إهتموا بحماية أموال الحجاج بدلاً من الحجاج أنفسهم ثم تطورا للعمل في حماية أموال المسافرين عامة في كافة أنحاء المملكة الصليبية و أوروبا. حيث أن قلاع هؤلاء الفرسان الأكثر تحصيناً فكانت أكثر مكان آمن تضع فيه عملاتك الذهبية و يعطوك شهادة بذلك و عندما تصل إلى وجهتك تذهب إلى مقر الفرسان هناك و تعطيهم الشهادة فيعطوك أموالك الذهبية .. مقابل أجرة بالطبع.
    أودع الكثير من الناس أموالهم لدى الفرسان حتى الملوك و الأمراء فحازوا على ثقة المجتمع الأوروبي بأكمله و أصبحت الشهادة التي يعطونها تكافيء الذهب و تستطيع أن تشترى بها أي شيء فكانت هذه الشهادة ثاني عملة ورقية في التاريخ بعد الجياوزي.

    أنتهى الجزء الأول .. تابعوا الجزء الثاني نشأة البنوك.



    المخدرات

    الكوكايين نشأته و تجارته عبر العالم


    سنة 1840 في أمريكا الجنوبية لاحظ الإحتلال الأسباني السكان المحليين لأمريكا الجنوبية وهم يمضغون شيئاً ما في أفواههم أثناء عملهم في الحقول و المناجم .. شيئ يجعلهم يعملون لساعات طويلة دون تعب أو ملل .. إنها أوراق نبات الكوكا مصدر الكوكايين. و أسموها "هبة الآلهة". بمجرد تسلل الكوكايين في الجسد فإنه يشعل الجسد و يحمس كل العضلات للعمل فهو يعطيك  قوة تعادل 3 أضعاف قوتك الطبيعية.

    تعجب الأسبان من هذا النبات الذي يشعرك بالسعادة و يعطيك قوة حقيقية ولكنهم خافوا منه فهو يجعل السكان المحليين أكثر صعوبة في السيطرة عليهم فقاموا على الفور بمنع تناول هذا النبات و أسموه "رجس من عمل الشيطان" و كانت النتيجة أن إنخفضت إنتاجية العمال لأقل من النصف في الحقول و مناجم الذهب. فأضطر الأسبان للسماح بتناوله مرة أخرى بل و قامت الكنيسة الكاثوليكية الأسبانية بزراعته أيضاً و تصديره إلى أوروبا.
    في ستينيات القرن التاسع عشر تحديداً سنة 1860 ظهر مشروب جديد في أوربا أسمه..  - Vin Mariani- وهو عبارة عن مزيج من الخمر و الكوكايين و عندما يختلط الخمر و الكوكايين فأنه يعطيك تأثيراً بالنشوة و السعادة و القوة أكثر من تأثير الكوكايين لوحده و أقل إسكارًا من الخمر لوحده.. كان مشروب سحري تناوله جميع سكان أوروبا في ذاك الوقت حتى المفكرين و الكتاب أعجبوا بيه جداً مثل آلكساندر دوماس , سيجموند فرويد , جول فيرن , آرثر كونان دويل .. كلهم كانوا يشربونه.
    في ذلك الوقت كان أي شخص في أوروبا يستطيع أن يدخل أي صيدلية لشراء علبة صغيرة مكتوب على إعلانها الآتي: " يجعل الجبان شجاع و الصامت بليغ والمتألم لا يتألم" هذه العلبة عبارة عن كوكايين إنتاج شركة Park Davis الشهيرة.. يتوقف مشتريها في أي مكان بالشارع لإستنشاق هذه البودرة.
    و أيضًا دواء للسعال عبارة عن هيروين إنتاج شركة الأدوية الألمانية الشهيرة Bayer هكذا كان سكان أوروبا كلهم حتى النساء و الأطفال .. الكوكايين و الهرويين شيئين رائعين يحبهم الناس و كانا ينتهيان من السوق فور نزولهما بأيام.
    في نفس الوقت لكن في أمريكا تحديدًا في ولاية أتلانتا - جورجيا قام صيدلي وأسمه "بيمبرتون" بإنتاج نفس مشروب Vin Mariani الذي ينتج و يباع في أوروبا ولكن قام بزيادة تركيز جرعة الكوكايين و أطلق على منتجه أسم French Wine Coca و بالفعل أنتشر هذا المشروب السحري في أتلانتا كلها لكن لم يخرج خارجها حيث أنه لم يكن قد أسست شركة تجارية له بعد.
    بعيدًا عن مشروب الـ Coca في أتلانتا فإن الكوكايين قد أنتشر في أمريكا كلها و عشقته جدًا لدرجة أن شخص يستطيع دخول أحد الماركتس الشهيرة مثل Sears & Roebuck لشراء حقيبة صغيرة مكتوب عليها بالإنجليزية " هدية الضيافة للأصدقاء" وكانت هذه الحقيبة عبارة عن كوكايين و هيروين و محاقن و سرنجات و كان مشتريها يستطيع أن يقف بأي مكان بالشارع و يتعاطى ما بها علانية و دون خجل.
    سنة 1880 صدر قرار مفاجئ بتحريم تناول الخمر في ولاية أتلانتا بدافع من بعض الحركات الإصلاحية. فإضطر الدكتور بيمبرتون إلى إزالة الخمر من مشروبه و تبديله بماء و سكر لتصبح التركيبة عبارة عن ماء و سكر و كوكايين و قام بتغير أسم منتجه لإسم جديد وهو Coca Cola و كانت تعطي شعورًا بالنشوة فـ كوكاكولا تلك الأيام كانت تحتوي على سطر كامل من الكوكايين.

    الكوكايين حين تتناوله يجعلك تشعر بأنك قوي لا تُقهر ولا يخيفك شيء وهذا يجعك خطر على أي نظام لأي دولة كذلك الحشيش فهو يجعلك أبله لكن يجعلك تفكر بشكل أوضح و هذا أخطر من تأثير الكوكايين فالنظام لا يريدك أن تفكر بشكل واضح خصوصًا إذا أتحد الشجاع و المفكر معاً فإن سقوط النظام آت لا محالة.
    لذلك كان على الحكومة الأمريكية منع المخدرات بكل أشكالها و حتى لا تواجه موجه غضب شعبية عند إصدارها قانون مفاجيء بمنع المخدرات توجب عليها تحضير سبب مقنع يتماشى مع الناس و توجهاتهم. وقد كان فوجدوا الذريعة البسيطة وهي عن طريق أطلاق حملة بروباجندا ضخمة تجاه السود الأفارقة.
    فتجد في إحدى الصحف المحلية الشهيرة عنوانًا "شياطين الكوكايين السود" و يقول هذا المقال إن سبب تنامي معدلات العنف في الشوارع هو الكوكايين و إن أغلب من يتناول الكوكايين هم السود المجرمون بالفطرة و اللذين عند تناوله يتحولون إلى وحوش كاسرة لا يمكن إيقافها .. إلى شياطين تغتصب النساء البيض في الشوارع طيلة الوقت 
    كُتب في المقال بالنص " أن تعطي الكوكايين للنيجرو هو أسوأ من أن تحقن كلباً بالسعار"
    أثارت هذه البروباجندا غضب الجماهير .. غضب تجاه السود .. فتجد الجماهير و رجال الشرطة يطاردون السود في الشوارع و يحرقونهم و يضربونهم ضرب الكلاب.
    و بناءًا على هذه الفوضى التي إجتاحت البلاد أصدرت الحكومة الأمريكية قرارًا بمنع تناول و تداول الكوكايين و المخدرات عامة. و سمي هذا القرار الشهير آنذاك بـ :      Harrison Narcotics Tax Act
    بعد هذا القرار إضطر الدكتور بيمبرتون صاحب الكوكاكولا إلى إزالة الكوكايين من تركيبته و بذلك أصبحت لا تحتوى على خمر ولا على كوكايين و لكن بعد تفكير قرر أن يبقى الكوكايين في التركيبة لكن بعد إزالة الألكالويد المسبب للنشوة و الشعور بالسعادة و إسمه "الإيكوجينين"
    و أصبح الكوكايين الموجود في الكوكاكولا الى يومنا هذا هو كوكايين معالج و هناك شركة Stepan المتخصصة في معالجة و نزع الألكالويد من الكوكايين لصالح شركة الكوكاكولا و هي الشركة الوحيدة حتى اليوم المسموح لها بشراء و معالجة الكوكايين حيث أنها تستورد حوالي 150 طن من الكوكايين سنوياً لمعالجته لصالح شركة الكوكاكولا.

    عمومًا تظل تجارة المخدرات ثاني أكبر تجارة عالميًا حيث أنها تنتج دخل إقتصادي رهيب للدولة و الحكومات هي من تمرر المخدرات بقدر معلوم و تكسب منها بقدر معلوم أيضًا.


    الحكومات رسميًا و ظاهريًا تحارب تجارة المخدرات لكن في الحقيقة هي تحارب تجار المخدرات الصغار فقط لأنهم يزعجون التجار الكبار ولا يعلمون أين ينفقون أو يستثمرون هؤلاء التجار الصغار أموالهم.
    أما التجار الكبار يكسبون مليارات لا حصر لها سنويًا و هذه المليارات يتم غسلها و إدخالها للبنوك المحلية بصورة شرعية .. كثير من البنوك تقوم قواعدها المالية من هذه المليارات المغسولة .. لأنهم يوفرون سيولة مالية رهيبة و مستمرة للبنك و طالما البنوك تستفيد فإقتصاد الدولة يستفيد.
    الحكومات دائماً تحارب تجارة المخدرات و لكن عندما تجد مع تجار المخدرات مليارات الدولارات و يريدون أن يغسلوها و يدخلوها في البنوك المحلية فالحكومات تسارع في تسهيل أمورهم .. هذه المليارات فائدة للدولة.
    هل يعقل أن دولة بكامل أجهزتها الأمنية و العسكرية و الرقابية و البنكية أن يمر من تحت أنفها مليارات الدولارات شهرياً من تجارة المخدرات !؟

    الأربعاء، 4 أكتوبر 2017

    التربية العسكرية جامعة اسكندرية

    مادة التربية العسكرية جامعة الاسكندرية

    كل ما يتعلق بمادة التربية العسكرية جامعة الاسكندرية من أ الى ي

    هي مادة إجبارية على جميع الطلاب الجامعين الذكور و ليس لها علاقة بالموقف التجنيدي للطالب سواء حاصل على تأجيل أو حتى إعفاء نهائي فهي مادة تدرس مثل باقي المواد الجامعية لها محاضرات و تمرينات و طابور و حضور و إنصراف.

    لن يحصل الطالب على شهادته الجامعية إلا بعد إتمامه لهذه الدورة العسكرية لذلك على الطالب الجامعي الأسراع في إنهائها في أي سنة خلال الأربع أو الخمس سنوات الدراسة الجامعية و يفضل أن تكون في خلال السنة الأولى من الدراسة الجامعية حيث أنها مجانية خاصة بعد صدور قرارات جديدة في 2017 والتي تنص على فرض رسوم مالية قدرها 50 جنيهًا على من يسجل في الدورة بدأً من سنته الدراسية الثانية على أن تتضاعف لتصبح 100 جنيهًا في السنة الثالثة وتتضاعف لتصبح 200 جنيهًا في السنة الرابعة و هكذا. المقصود من هذا إجبار الطالب على إنهاء الدورة العسكرية خلال سنته الدراسية الأولى و عدم تركها لآخر سنة دراسية حتى لا تتعارض مع وقت التقديم في الجيش.

    كانت مدة الدورة العسكرية 9 أيام فقط على طلبة الجامعات الحكومية مثل جامعة الاسكندرية و القاهرة و 14 يوم على طلبة الجامعات الخاصة ولكن بعد تقدم طلبة الجامعات الخاصة بشكاوى صدر قرار جديد تحديداّ في أغسطس 2017 بمساواة جميع الطلبة في الجامعات الحكومية و الخاصة على أن تكون الدورة 14 يوم على الجميع.

    كيفية التسجيل في الدورة: 


    بصورة من بطاقة الرقم القومي و صورة من كارنيه الكلية (أو ما يثبت أنك طالب بالجامعة) و التوجه الى عزبة سعد بجوار حديقة الحيوان بالنزهة تحديدًا أمام المدينة الجامعية للطالبات بمكتب ذو لافتة صفراء صغيرة
    وهناك ستحصل على الكارنيه الأزرق (هام جدًا) حافظ عليه جيدًا
    و أيضًا تحدد ميعاد بدأ الدورة الذي يناسبك على أن تتواجد هناك (في المكان المحدد غالباّ في كلية الهندسة)  في تمام الثامنة والنصف صباحاّ.
    يمكن أيضًا قبل أن تغادر عزبة سعد الحصول على الزي الميري الخاص بالدورة مجاناً وهو قميص لبني اللون ( هام جدًا) وذلك في حالة عدم وجود قميص بهذا اللون لديك.

    أول يوم في دورة التربية العسكرية:


    سيتم إعطائك بعض التعليمات و التي وجب عليك إجباريًا الإلتزام بها إذا أردت إنهاء الدورة بسلام و حتى لا تتعرض لكلمة من أحد و أعلم إن أقصى عقوبة قد تتعرض لها خلال الدورة هي إلغاء الدورة لك و يتعين عليك البدء في التسجيل بدورة تربية عسكرية جديدة بعزبة سعد :_
    أولًا: الإلتزام بالمواعيد .. إذا قالوا لك الحضور الساعة 8 فهي 8 بالضبط و ليس 8 و خمس دقائق
    ثانيًا: الزي .. القميص اللبني السادة و بنطلون جينز أزرق أو أسود فقط و جزمة أو كوتشي أسود أو أبيض أو رمادي المقصود هنا الإبتعاد عن الألوان المخنثة مثل البمبي و الأحمر أو الأصفر
    ثالثًا: النظافة الشخصية و المقصود هنا حلاقة الذقن يومياً .. أكرر يوميًا و الشعر محلوق الحلاقة الميري درجة 2 كحد أقصى
    رابعًا: الإنضباط و الطاعة العمياء
    خامسًا: عدم إرتداء السلاسل و الخواتم و الحظاظات و الطواقي خاصتًا الكاب (عندهم حساسية مفرطة تجاه الكاب) و الموبايلات (خليه دايماً صامت)

    يحق للطالب 3 أخطاء بحد أقصى و يتم تسجيلهم على الكارنيه الأزرق يتم بعدها إلغاء الدورة للطالب في حال تجاوز الثلاث أخطاء.

    سيتم تقسيم الطلبة الى مجموعات و إعطاء كل طالب رقم. قم بتدوين رقم المجموعة و رقمك على الكارنيه الأزرق حتى لا تنساهم.

    ينقسم اليوم (من 8صباحًا و حتى 2 ظهرًا) الى نصفين: النصف الأول وهو الطابور لأخذ التمام (الغياب يعني) ثم تعليم وقفة الصفا و الإنتباه و الدوران (حولين نفسك) و وضع الإرتكاز (القرفسة يعني) والجري في المحل (صاعقة عااا .. صاعقة عااا..) ثم الجلوس في الشمس حتى إنتهاء الطابور بتحية العلم و غناء النشيد الوطني و نشيد الجيش ( نشيد الجيش حتغنيه 14 يوم لو روحت الدورة وأنت حافظه ليك يوم أجازة مكافأة.. حتلاقيه مكتوب على ضهر الكارنيه الأزرق)


    بعد 45 دقيقة راحة يبدأ النصف التاني من اليوم وهو عبارة عن محاضرات.. يتم حشر قرابة 500 طالب في أحد المدرجات و يبدأ المحاضر وهو ضابط برتبة رائد أو مقدم في إلقاء محاضرات مملة عن أحد المواد العسكرية المقررة مثل علم الطبوغرافيا والضباط المتخصصين والتجنيد وتحديد الشمال الجغرافي والدفاع المدني كالحرائق و أنواع النزيف على أن تكون أهم مادة هي مادة حروب الجيل الرابع وهي المعنية من كل دورة التربية العسكرية.

    المقصود من مادة التربية العسكرية تحسين صورة القوات المسلحة لدى الشباب صغير السن و التأكيد على ضرورة عدم الإنخراط في التنظيمات الإرهابية أو السماح لهم بالتأثير على فكر الشباب عبر عرض فيديوهات عن مدى تدريب و تسليح الجيش المصري فيديوهات عن الأسلحة الحديثة التي يمتلكها الجيش المصري و فيديوهات عن كفاءة القدرات القتالية لوحدات القوات الخاصة.

    يشترك كل 10 طلاب في إعداد بحث مطبوع بالكمبيوتر و مغلف بطريقة جيدة على أن يكون البحث عن أحد من الستة مواضيع التالية (أول 6 مواضيع فقط):
    يكتب الطالب المحاضرات في كراسة صغيرة و يقوم بتسليمها هي و الكارنيه الأزرق في أخر يوم بالدورة بعد الإمتحان النظري

    الإمتحان النظري يكون في المجمع النظري بمدرج "ج" بكلية التجارة و يتكون من عدة أسئلة صح أو خطأ و أكمل و يسمح للطالب بالغش من زملائه أو من كراسة المحاضرات .. و بالسلامة !

    أقرأ أيضًا موضوع شيق عن البروباجندا و الدعاية الموجهة 

    الاثنين، 2 أكتوبر 2017

    البروباجندا

    ما هي البروباجندا ؟ معناها و أمثلة عليها

    كثيراً منا يسمع عن مصطلح البروباغندا Propaganda لكن لا يعلم معناه ولا يعلم صورته ولا يعلم أنه يتم ممارسة هذه البروباجندا عليه بصفة شبه يومية دون علمه

    مبدئياً الشئ يصبح غير ملحوظ لمن أعتاد عليه و أنت كإنسان تعيش وسط البروباجندا و تحيط بك طول الوقت و تتفاعل معها بإستمرار ولكنك لا تلاحظ ولا تشعر ما تفعله بك .. و إذا فهمتني جيداّ فلن تقدر البروباجندا على خداعك بعد اليوم لأن قوة هذا الشئ تكمن في عدم شعورك بها و بمجرد أن تلاحظ و تدرك كيف تعمل البروباجندا لن يكون لها أي تأثيراً عليك.

    مثال بسيط: تخيل أن هناك رجلاّ يدعى أحمد خارجاّ من بيته فأتاه رجلاّ بخبر مثير.. يا أحمد ألم تعلم؟ لقد زنا خالد !
    لكن خالد هذا رجلاً صالحاّ.. غضب أحمد و نهر الرجل و حذره من أن يعود لمثل هذا الحديث عن الصالحين. ثم مضى أحمد إلى السوق فأصبح كل من يقابل أحمد يقول له: ألم تعلم؟ أن خالد قد زنا ! أصبح كل من في السوق يقول هذا و يردده .. ساعتها سيصدق أحمد و سيقول اللعنة على خالد هذا الذي كان يتصنع الصلاح أمامنا طيلة الوقت.
    هذه هي البروباجندا في أبسط صورها . أن تسمع نفس الخبر من مصادر كثيرة و العقل الباطن يتخذ لا إرادياً موضع التصديق ناحية أي بروباجندا .. طالما أن الكل يتحدث في الأمر فلابد أنه حدث بالفعل.

     المشكلة أن خالد لم يزن و لم يراه أحد يزني أنما البروباجندا قد بدأت عندما حكى رجلاّ واحداً حكاية أمام مجموعة من الناس عن أن خالد قد زنا فذهب كل واحد يتحدث في الأمر.

    في السابق كانت تنتقل البروباجندا عن طريق الألسنة و الحديث فتنتقل من شخص الي أثنين ثم الى خمسة ثم الى عشرة و هكذا أما الآن فقد خرج للبروباجندا قرون إستشعار وصار لها أقمار تدور حول كوكب الأرض و أصبح لها في كل بيت نافذة و بمجرد أن تفتح هذه النافذة ستجد فيها أناساً يتحدثون و يخبرونك بأمور قد حدثت.. رجالاً يدخلون الى بيتك إلى غرفة معيشتك و إلى غرفة نومك.. رجال كثيرون.. يرتدون بذات أنيقة و ذو شعور مصففة لامعة و ينظرون إلى عينيك مباشرة كل يوم و يخبروك بما يريدون و ما يريدوك أن تفعل.
    لو رفعت عينيك قليلاً عن هذه السطور و نظرت حولك ستجد هذه النافذة.. التليفزيون.. أو الـ TV الآن أمسك بالريموت و حاول فتح قناة إخبارية و شاهد ما يعرض على الشاشة
    بعد دقيقة واحدة من مشاهدة التليفزيون يتوقف الجزء الأعلى من الدماغ عن العمل وهو الجزء المسؤول عن التفكير و يبدأ الجزء الأسفل بالعمل وهو الجزء الخاص بالتلقي  .. هذه الحالة تدعى Alpha state جرب أن تفكر في شيء ما جدياّ و أنت تشاهد التلفاز ستجد صعوبة بالغة في التفكير حتى وانت واعٍ جيداّ.
    لاحظ كيف يسكت الأطفال عندما تشغل التليفزيون و تتركهم أمامه لأن أدمغتهم تتحول الى وضع التلقي
    والآن إذا أغلقنا التليفزيون سيعودون الى حالتهم الطبيعية لأن العقل يعود الى حالته العادية المفكرة Beta State و يصبح قادراً على التفكير في أي شيء
    هذه هي قوة هذا الجهاز الساكن الموضوع بأناقة في غرفة معيشتك .. جهاز يمرر البروباجندا الى العقول بلا أي تفكير.
    تذكر: هذا الشيء الساكن يصبح بلا تأثير عليك بمجرد أن تنتبه أليه و تعرف طريقة عمله

    هناك ترس مهم جداّ في آلية البروباجندا لا تعمل إلا به وهو التكرار .. تكرار سماعك للخبر من أكثر من شخص.
    لكن لو سمعت خبراّ واحداً في التليفزيون من شخص واحد فأن عقلك الباطن سيتعامل معه مثلما تعامل أحمد مع أول شخص قال له أن خالد قد زنى.. لن يهتم كثيراً لكن لو تكرر الخبر في عدة قنوات و قاله كثير من الرجال فسيعتبره عقلك الباطن حقيقة.
    تكرار الشيء يجعلك تصدقه حتى و إن كان ضد مسلماتك فإذا أردت أقناعك أن 2+2= 5 فماذا أفعل ؟
    ربما آتي بـ ستيفين هوكينج يحدثك في الموضوع بطريقته العلمية و يحدثك عن الرياضيات الحديثة و التي إستنتجت مؤخراً أن 2+2= 5 ثم آتي بعالم حاصل على جائزة نوبل في الرياضيات ليقول لك نعم يوجد حالات بها 2+2=5 ثم آتي بعالم آخر ثم آخر و أكرر هذا حتى تبدأ أنت بالتصديق و تقول نعم أن 2+2=5 من قال أنها 4 !!؟

    سر البروباجندا الأول: أن تجد مجموعة من الأخبار المتنوعة هنا و هناك و كلها تقودك الى تصديق شيء واحد معين و بمجرد أن تصدقه ستبدأ تلقائياّ في الترويج له أي تتحول لا أرادياّ الى بوق مجاني من أبواقهم.. و أعلم انك لا تشاهد أخبارا عادية أنما تشاهد بروباجندا.

    إذا تردد داخل رأسك سؤال: أن لم نصدق هذه المؤسسات الإعلامية الضخمة بمراسليها بوكالات أنبائها و صحفييها فمن نصدق؟ فأعلم أنها بالضبط عقلية الإمعة.. عقلية النعجة التي تساق .. عقلية لا رأي لها..عقلية تسوقها يميناً و يساراً فتساق معك.. دائماً تبحث عن شخص ليفكر لك .. تبحث عن شخص آخر لتتمسح في آرائه.. إذن أنت شخص تباع و تُشترى في سوق العقول بثمن بخس ..لا يقيم أحداً لك وزناً. فلو أن هؤلاء المذيعين صدقوا ستصدقهم و لو كذبوا ستصدقهم.


    سر البروباجندا الثاني: أي بروباجندا تراها قد ظهرت فجأة بشكل مركز على التليفزيون أو الصحف أو السوشيال ميديا.. هي بروباجاندا مصنوعة.. لم تظهر هكذا صدفة .. بل هي مدبرة و مقرر أطلاقها في الوقت التي أطلقت فيه و بالطريقة التي إنطلقت بها

    صانعوا البروباجندا هم الأغنياء .. الساسة..الحكومة.. أصحاب المال و النفوذ و الكبار و هذه هي طريقتهم للتواصل معنا نحن الشعب ليبيعوا لنا شيئاً ما.. منتجاّ..أفكاراً.. حرباً.. أو مرشحاً سياسياً. المقصود هنا صنع بروباجندا وليس صنع أخباراً.


    سر البروباجندا الثالث: وهو صادم نوعاً ما. أن أي بروباجندا تجدها تكون في الأغلب كذبة و الكذبة التي يحتاجون أن ينشروها بالبروباجندا هي غالباً تحمل ورائها شيء حقيراً جداً
    قد تتذكر كيف عرضوا أخبار هجمات 11 سبتمبر .. فجروا البرجين بأنفسهم ثم أطلقوا بروباجندا ضخمة تتهم تنظيم القاعدة بمعاونة صدام حسين بالمسؤولية عن هذه الهجمات ثم أطلقوا بروباجندا كاسحة بضرورة شن حرب على هاتين البلدين للقضاء على الإرهاب. مليون شخص ماتوا في العراق و ربع مليون في أفغانستان قد تكون هذه مجرد أرقام بالنسبة إليك ولكي تتخيل هذا العدد فأن أكبر ستاد كرة قدم في العالم يسع لحوالي 150 ألف متفرج أي أننا نحتاج الى 8 ملاعب مثلها ممتلئة عن أخرها بالرجال و عائلاتهم و أطفالهم .. كل هؤلاء ماتوا فقط لإشباع رغبات بعض النخبة لبترول العراق و أفيون أفغانستان.

    سر البروباجندا الرابع: جميع القنوات الإخبارية و الصحف في دولتك بالرغم من كثرتها و تعددها و تباينها.. كلها يتحكم بها رجالاً لا يتعدون أصابع اليد الواحدة .. كلهم لهم نفس الأيدلوجية و نفس الفكر حتة وإن إدعت كل منها بأنها مختلفة و مستقلة

    مثال: أمريكا بها حوالي 2000 قناة تليفزيونية و 15 ألف محطة راديو و 1300 جريدة و 20 شركة أنترنت و 6 ستوديوهات أفلام. كلهم بكل ما فيهم و من فيهم تملكهم 6 شركات كبيرة.. 6 رجال كبار يتحكمون بكل هذا و سأذكر الستة مع أمثلة على أشهر الأسماء التي يمتلكوها:

    شركة ComCast: تمتلك شبكة قنوات أخبارية مثل NBCو CNBC و MSNBC و أستوديوهات أفلام مثل Universal و DreamWorks و شركات أنترنت مثل AT&T 

    شركة News Corp: تمتلك قنوات FOX الإخبارية و جرائد مثل Wallstreet Journal و Sunday Times و The Sun وNew York Post و أستوديوهات أفلام مثل 20th Century Fox و 21st Century Fox

    شركة Time Warner: تمتلك قنوات أخبارية CNN و قنوات متخصصة NBA و HBO و Adult swim و Cartoon Network و أستوديوهات أفلام مثل Warner Bros و Castle Rock و NEW Line Cinema 

    شركة CBS : تمتلك قنوات إخبارية مثل شبكة CBS و شبكة قنوات متخصصة مثل Show Time و شركات أنترنت شهيرة مثل CNET و Last.fm

    شركة Walt Disney : تمتلك قنوات إخبارية مثل ABC و قنوات متخصصة مثل A&E و History و ESPN و أستوديوهات أفلام مثل Walt Disney و MArvel و Touch stone

    شركة Viacom : و تمتلك قنوات متخصصة مثل Mtv و Nickelodeon و VH1 و BET و Comedy central و أستوديوهات أفلام مثل Paramount Pictures 


    قد تبدو هذه القنوات و الصحف متنافسة لكنها في الحقيقة مجتمعة على أيدلوجية واحدة كلها توصل لك نفس الرسالة بطرق مختلفة و أقلام مختلفة و وجوه مختلفة و بالطبع هؤلاء الرجال الستة الكبار اللذين يملكون كل شيء كلهم يهود.

    الدولة و الإعلاميين و البنكيون الكبار كلهم في علاقة صداقة وثيقة أبدية مؤبدة لأنه لو سقط طرف من الأطراف من الصداقة سينهار النظام بأكمله لذلك لاشيء يسمح له بأن يخرب هذه الصداقة و حتى أن تغير رجال الدولة و تغير رجال الأعلام.. الدولة التي لا تسيطر على الإعلام يسقطها الإعلام.

    سر البروباجندا الخامس: لا يسمح بعرض خبر أو جملة لا تعجب الحكومة على أي من قنوات الميديا كلها و إن حدث ذلك من أحد الصحفيين أو المذيعين فأنه يتم إستبعاده فوراّ من القناه بأمر من صاحبها لأنه تربطه بالحكومة علاقات صداقة قوية

    أن النظام في أي دولة في العالم يتكون من 3 أساسيات وهم البنكيون الكبار و الدولة و رجال الأعلام بهذا الترتيب البنكيون في القمة يليهم الدولة يليهم رجال الأعلام ولا يُسمح بغير هذا الترتيب فالدولة التي تريد أن تزيح البنكيون لتكون هي في القمة يسقطها البنكيون و الدولة التي تهمل السيطرة على الأعلام و تعطيه الحرية يسقطها الأعلام. هذا هو النظام العالمي و كل هؤلاء الكبار الثلاثة .. دائماًّ أوغاد.. لهذا هم أصدقاء لو صلح واحد منهم أكله الآخرون.


    سر البروباجندا السادس: قنوات الإعلام لا تعرض بروباجندا 24 ساعة أنما تكون البروباجندا في المواسم فقط و مركزة و لكن في الأوقات العادية تقوم قنوات الإعلام بعرض شيء آخر.. شيء أقل حقارة من البروباجندا ولكنه حقير على أي حال وهو Video News Release أو الـ  VNR أختصاراً

    و الـ VNR ببساطة عبارة عن تقارير بالفيديو عن أمور معينة و تكون مرسلة للقناة من أحد الجهتين: الحكومة أو الشركات التجارية الكبرى
    لو من الحكومة فتكون أن تهدف إلى إيصال فكرة ما تريد الحكومة أن توصلها الى عامة الشعب
    لو من الشركات التجارية فهي تسوق لمنتج معين بطريقة غير مباشرة .
    الخدعة هنا أن هذه القنوات تعرض لك هذه التقارير دون أن تقول لك أنها مرسلة من أحد بمعنى أنه يتم الترويج لفكرة ما أو منتج ما على شكل أخبار.
    أي متحدث يظهر على هذه القنوات تحت أي أسم كان .. خبير في كذا .. محلل في كذا .. إستشاري في الباذنجان .. كل هؤلاء VNR كلهم بدون إستثناء. فهم لا يقولون غير ما يتماشى مع آراء الحكومة. أنت لا تسأل عن مدى خبرة هذا المحلل أو الإستشاري في هذا المجال.. أنت تصدق فقط و هو يقول دائما ما تريد الحكومة أن تقنعك به.
    أقرأ أيضاً عن Operation Mockingbird وهي عملية تسمح للمخابرات الأمريكية وضع ما تريد من بروباجندا في الصحف و القنوات والراديو والأفلام السينمائية .. أي بروباجندا تريدها و بدون أسئلة.
    و أصبح هذا الأسلوب متبع في كل البلاد و ليس في أمريكا وحدها فتجده يحدث في بلدك أياّ كانت و يحدث تحت أنفك كل يوم و لو بحثت قليلاً لوجدته كما هو هكذا.. و ربما وجدت ما هو أسوأ.

    سر البروباجندا السابع : هو تكتيك يستخدمونه كثيراّ فتجدهم يعبرون بعبارات عائمة أثناء سرد الخبر مثل "بعض الناس يقولون كذا" .. أو "قال أحدهم كذا" .. أو "قال مصدر مقرب كذا" حينما يحيلونك الى مصدر مجهول أعلم أنهم يقولون رأيهم هم.. وهو دائماً يضعونه في هذه الصورة.

    حالة هامة : الإعلامي الساخر الشهير John Stewart صاحب برنامج The Daily Show على قناة Comedy Central التابعة لشركة Viacom واحدة من الستة الكبار.. يهزأ هذا الإعلامي إسبوعياً من البروباجندا و يفضح القنوات الكبيرة و تكتيكاتهم و يسخر منها و يسخر من تصرفات الحكومة .. والرجل له شعبية مهولة وحاز على جوائز كبيرو مثل إيمي و جرامي و منح الدكتوراه الفخرية فكيف ذلك ؟!
    حسناً الرجل يضحك على أشياء ينبغي أن تحزن عندما تسمعها .. أن هذه الأشياء الجادة أصبحت بالنسبة لك مادة كوميدية هازئة غير جادة .. والحقائق عندما تقال بشكل هزلي و ضاحك تصبح غير جادة ولا يكون لها قيمة نفسية عندك ولا تورث لديك أي شعور بالغضب بل تورث لديك الضحك .. هذه لعبة نفسية تسمح بها الميديا. لاحظ أن جون ستيوارت يقول دائماً أن برنامجه هزلي و غير حقيقي و يصر على ذلك ولو كان برنامجه يعرض نفس الأشياء ولكن بصورة جادة لم يكن ليسمح له بالعرض أصلاً.